تستعد جامعة الدول العربية الأحد المقبل لاحتمال دراسة نشر قوة عربية في سوريا، وذلك في وقت تزايدت فيه المطالب الغربية بوقف عمليات قمع وقتل المحتجين، بينما باشرت السلطات السورية إطلاق سراح عشرات المعتقلين من سجونها في خطوة قللت المعارضة من أهميتها.
وفي ثاني تصريح يوجهه الأمين العام للأمم المتحدة لوضع حد للأزمة السورية المتفاقمة، قال بان كي مون اليوم خلال زيارة لأبوظبي إنه يأمل في أن يتحرك مجلس الأمن الدولي مجتمعا لحل الأزمة في سوريا.
وقال بان "آمل أن يتناول مجلس الأمن الوضع في سوريا بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف"، مكررا دعوته للمجلس في وقت سابق بالتحدث "بصوت واحد" بشأن سوريا، وذلك في رسالة ضمنية إلى كل من روسيا والصين اللتين عارضتا حتى الآن فرض عقوبات دولية على النظام السوري.
وأضاف "لقد وصل عدد القتلى إلى مرحلة غير مقبولة لا يمكن لنا معها أن نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال.. أقدر لجامعة الدول العربية تقديرا كبيرا إجراءها مناقشات مع الرئيس بشار الأسد وآمل صادقا أن تستمر ويجب أن يكون لديها إحساس واضح بضرورة التحرك".
وكان بان طالب في تصريح من بيروت أمس الأحد الرئيس الأسد "أن يضع حدا للقتل ويستمع إلى شعبه".
وفي هذا الإطار، كررت الخارجية الفرنسية الاثنين انتقادها لما سمته صمت مجلس الأمن إزاء ما يجري في سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى دعم الجامعة العربية كي تنفذ دمشق مطالب المبادرة العربية.
كما أدانت الوزارة انتهاك إيران مرات عدة للحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح بحسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة رومين نادال خلال لقاء صحفي حول معلومات أميركية بأن طهران تزود دمشق بالأسلحة لقمع الاحتجاجات الشعبية، "إننا نندد بهذه الانتهاكات وندعو إيران وسوريا إلى الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي".
تحرك عربي
وعربيا، قال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إنها ستعلق إرسال مراقبين إلى سوريا حتى ينعقد الأحد المقبل اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث تقرير رئيس المراقبين العرب عن مدى التزام النظام السوري بالخطة العربية التي تدعوه لوقف إراقة الدماء وسحب الجيش من المدن والإفراج عن محتجزين وإجراء حوار مع المعارضة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس الأحد، عن مصدر مسؤول في الجامعة العربية لم تذكر اسمه، قوله إن الجامعة قرَّرت عدم إرسال مراقبين جدد إلى سوريا قبل عقد اجتماع الجامعة الوزاري يوم 22 يناير/كانون الثاني.
وأضاف المصدر أن اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا يوم 21 من الشهر الجاري لمناقشة التقرير الشامل الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول محمد الدابي حول مجمل ما رصدته فرق المراقبة العربية في المدن والمناطق السورية.
وفي هذا السياق، تحدث الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى في لقاء مع صحيفة "ديلي ستار" أمس الأحد عن اجتماع سيبحث استبدال البعثة بقوة عربية "للفصل بين الجيش والمدنيين".
وأكد الأمين العام للجامعة نبيل العربي ضمنا احتمالَ طرح الاقتراح، حين قال أمس في المنامة "كل الأفكار مطروحة للنقاش" معلقا على سؤال عن فكرة إرسال قوات عربية.
لكن مندوبا عربيا قال "ليست هناك مقترحات لإرسال قوات عربية"، مشيرا إلى غياب التوافق عربيا ودوليا على التدخل العسكري حاليا.
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول زعيم عربي طرح هذا الأسبوع احتمال إرسال قوات عربية.
من ناحيته، حذّر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الاثنين، من أن إرسال قوات عربية إلى سوريا قد تُدخل البلاد في عملية اشتباك واسعة ستأتي على الأخضر واليابس.
وعبر المالكي عن اعتقاده بأن الجيوش العربية لا تستطيع، ولا يمكن لها حتى محاولة حل أي قضية كما هو الحال بالنسبة إلى الوضع السوري.
العفو العام
وكان الرئيس السوري أصدر أمس عفوا عن "الجرائم" التي ارتكبت خلال الاحتجاجات، وأفرج عن بعض المحتجزين لاحقا في وجود مراقبين عرب بدمشق.
إلا أن المعارضة شككت في هذه الخطوة، وقال كنان الشامي -وهو من اتحاد تنسيقيات الثورة السورية- إن الوضع بدا وكأنه قد تم الافراج عن مئات المحتجزين لكنهم لا يمثلون سوى النزر اليسير من 40 ألف شخص على الأقل قال إنهم محتجزون بدون اتهامات منذ مارس/آذار، والكثير منهم محتجز في مبان سرية تابعة للشرطة أو مراكز احتجاز مؤقتة.
وأصدر الأسد عفوا أكثر من مرة في الأشهر القليلة الماضية، لكن جماعات معارضة تقول إن الآلاف ما زالوا وراء القضبان، وإن كثيرين تعرضوا للتعذيب أو إساءة المعاملة كما قتل البعض أثناء الاحتجاز.
ورحّبت روسيا، اليوم الاثنين، بالعفو العام، ونقلت قناة روسيا اليوم عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان إن قرار العفو الأخير يحمل لأول مرة طابعاً واسعاً، وتعتبر موسكو خطوة القيادة السورية هذه إيجابية ومهمة في سياق السير على طريق تنفيذ مبادرة الجامعة العربية وتسوية السوريين بأنفسهم الأزمة الداخلية من دون أي تدخل خارجي.
التعليقات0
إرسال تعليق